تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
عيون الشعب ..أدباء مصر !!
يبهرنى إبداع العقل البشرى فى كل المجالات .. ولفت انتباهي احتفاظ جدى المرحوم الحاج حسن عدس .. لكتاب " محمد ".. صلى الله عليه وسلم .. للكاتب الكبير د. محمد حسين هيكل .. وكنت فى المرحلة الاعدادية او الثانوية على ما اتذكر .. من هنا عاش اسم د. هيكل مبكرا فى وجدانى .. وقال لى جدى الله يرحمه .. ان د. هيكل كتب قصة حياة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كاملة .. وهو كتاب يستحق القراءة .. وقد اهدى جدى هذا الكتاب لشقيقى حسن عبد الرؤوف عدس ( المحاسب القانونى حاليا ) عقب تخرجه من الجامعة .. تقديرا ومكافأة لحرصه على الصلاة فى مواعيدها .. خاصة صلاة الفجر ..
ظل اسم د. هيكل يقفز امامى .. منذ ذلك التاريخ .. عند ذهابى لشراء اى كتاب .. وبالفعل قمت بشراء جميع كتب د. هيكل بداية من قصة حياة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ورواية زينب ومذكرات هيكل الشاب .. هذه المقدمة أجدها ضرورية قبل الحديث عن واحد من اعظم ادباء مصر .. د. محمد حسين هيكل .. ويكفى ان نعرف مدى حجم تأثير رواياته على مختلف الأجيال .. وكيف ان كتابه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) الذى كتبه فى الأربعينيات مازال واحدا من أفضل ما كتب عن رسول الحق ( صلى الله عليه وسلم ) .. بل ويعتبر مرجعا اساسيا لقصة حياة سيدنا محمد .. وتعتبر رواية " زينب " .. اول رواية فى اللغة العربية بالمفهوم الصحيح لفن الرواية .. التى كتبها عام ١٩١١ فى باريس .. فقد سافر د. هيكل الى باريس .. لدراسة القانون عام ١٩٠٩ على نفقة والده .. وعاش فيها حوالى ٤ سنوات .. عاد بعدها لمصر .. حاصلا على الدكتوراه درس الأدب الفرنسى .. وتأثر بما شاهده من روائع بالمتاحف الفرنسية .. كما حرص على مشاهدة المسرح والسينما والاوبرا فى باريس ..
وهيكل من مواليد ١٨٨٨ حتى وفاته فى ١٩٥٦ .. وعندما كتب هيكل رواية زينب .. لم يضع اسمه عليها .. واكتفى بعبارة " فلاح مصرى " .. فقد خشى ان تفهم على انها مذكرات خاصة .. عن شخصيات حقيقية .. وكان د. هيكل سياسيا بارزا ايضا .. ينتمى الى حزب الاحرار الدستوريين .. وتشهد الإسكندرية .. اول عرض سينمائي فى العالم العربى .. فيلم زينب .. الذى اخرجه محمد كريم عام ١٩٣٠ .. وترجع قيمة هذا الفيلم الى انه كان أول فيلم متكامل من الناحية الفنية .. وقد كان فيلما صامتا .. ولكن محمد كريم اعاد إخراج زينب " نفس الرواية " .. فى فيلم ناطق عام ١٩٥٢ .. وفى اطار الاحتفال بمرور ٤٠ عاما على وفاة هيكل وبالتحديد عام ١٩٩٦ .. نظم المجلس الأعلى للثقافة ندوة دولية تضمنت ٥٤ بحثا منهم ١٥ بحثا عن زينب وصدرت ٥ كتب جديدة عن هيكل بالتعاون بين المجلس الأعلى للثقافة والجامعة الأمريكية بالقاهرة .. ولم يكن هيكل اديبا او سياسيا فقط .. إنما كان صحفيا لامعا .. فقد رأس تحرير جريدة السياسة اليومية وهى جريدة حزبية لحزب الاحرار الدستوريين التى صدرت عام ١٩٢٢ .. وتعتبر اول جريدة ثقافية أسبوعية .. وهى تعتبر ثانى جريدة ثقافية بعد جريدة " روضة المدارس " التى صدرت عام ١٨٧٠ برئاسة تحرير رفاعة رافع الطهطاوى .. ثم الهلال التى أصدرها جورجى زيدان عام ١٨٩٢ ولا تزال تصدر حتى اليوم .. ولابد ان نعترف بإن هيكل .. كان أول مثقف عربى كبير يهتم بالسينما اهتماما كبيرا وجديا ..
اسمحوا لى ان اقدم لكم الكاتب الكبير .. سعد الدين وهبه .. الذى اعتبره .. واحد من اكبر مثقفى مصر .. كما وصفوه المثقف المقاتل .. الذى يسعى لتحقيق حلمه .. بل وتحويله الى واقع .. انه احد اعلام الأدب المصرى المعاصر .. كتب القصة القصيرة والمسرحية والمقال والسيناريو .. تولى العديد من المناصب القيادية .. خاصة فى الصحافة .. فقد كان رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية ( بيتى الثانى ) .. وقد نقل لى استاذى ناجى قمحه مدير تحرير الجمهورية ( أطال الله عمره ) .. الذى تحولت علاقتى به من استاذى الى استاذى وصديقى .. نقل لى انبهاره بشخصية سعد الدين وهبه .. فقد زامله فى الجمهورية وعاصره عن قرب .. واستمتع بقدراته ومواهبه .. وبتبعية التلميذ لاستاذه .. اصبحت من محبى .. سعد الدين وهبه .. وعندما تولى رئاسة قصور الثقافة .. شهدت هذه القصور عصرها الذهبى .. وعندما تولى رئاسة شركة القطاع العام للنشر .. أصدر افضل مجلة سينمائية ثقافية .. صدرت فى مصر على الإطلاق .. وهو الذى اسس المهرجان القومى للسينما .. وتم انتخابه نقيبا للسينمائيين .. وشهدت النقابة افضل عصورها أيامه .. وتم انتخابه رئيسا لأول اتحاد عام للفنانين العرب عام ١٩٨٥ .. ويبلغ عدد افلام سعد الدين وهبه .. التى كتب نصها السينيمائى ١٢ فيلما .. زقاق المدق ( ١٩٦٣ ) _ عروس النيل ( ١٩٦٣ ) _ أدهم الشرقاوى ( ١٩٦٤ ) _ الحرام ( ١٩٦٥ ) _ مراتى مدير عام ( ١٩٦٦ ) _ ارض النفاق ( ١٩٦٦ ) _ الزوجة الثانية ( ١٩٦٧ ) _ ابى فوق الشجرة ( ١٩٦٩ ) _ سوق الحريم ( ١٩٧٠ ) _ شباب فى عاصفة ( ١٩٧١ ) _ اريد حلا ( ١٩٧٥ ) _ آه يا بلد آه ( ١٩٨٦ ) .. كتب السيناريو والحوار لجميع هذه الافلام ..
امامى مبدع آخر .. صلاح عبد الصبور .. وهو شاعر وكاتب .. توفى عام ١٩٨٠ ( الله يرحمه ) .. وهو فى الخمسين من عمره .. وقد عرفه الجميع على انه شاعر .. اكثر منه ناقد .. انه واحد من اكبر شعراء العربية فى العصر الحديث .. بالاضافة إلى كونه ايضا من الكتاب والنقاد .. فهو شاعر مثقف .. فاعل فى مجتمعه ووطنه .. له العديد من المقالات منها : مدينة العشق والحكمة _ أصوات العصر _ حتى نقهر الموت _ وتبقى الكلمة _ نبض الفكر _ رحلة على الورق .. وهو من كتاب المسرح الشعرى .. فالمسرح اهم جزء من ابداعاته .. وقد ظل يكتب عن المسرح حتى وفاته عام ١٩٨٠ .. وقد توفى وهو رئيس للهيئة العامة للكتاب .. ومن اهم مقالاته .. ما كتبه عن تاريخ المسرح فى مصر .. خاصة عن يعقوب صنوع ونجيب الريحاني ..
يقول صلاح عبد الصبور عن يعقوب صنوع .. اننى احرص على الحقيقة .. ولن اظلمه من اجل يهوديته .. وقد اعاد تقييم دور يعقوب صنوع احد اشهر ممثلى مصر .. مع نجيب الريحاني .. من خلال محاضرات ألقاها فى باريس عام ١٩٠٥ .. نشرها فى مذكراته .. قال عن انشاء يعقوب لفرقة تمثيلية فى عهد الخديوي إسماعيل .. احتاج منه الى جرأة وشجاعة فائقة .. بالرغم من قيام الخديوي إسماعيل ببناء مسرح الازبكية عام ١٨٦٨ ومبنى الأوبرا عام ١٨٦٩ وتكليف الفنان الإيطالي العالمى فيردى بتأليف أوبرا عايدة .. ويقول عبد الصبور .. ان يعقوب .. كان يجيد العربية والعبرية والتركية والإنجليزية والفرنسية والايطالية والبرتغالية والاسبانية والمجرية والروسية وكان يكتب الشعر بها جميعا .. وقد وصف صلاح عبد الصبور .. يعقوب صنوع ان مسرحه لم يخرج عن مجال التسلية للخديو وللحاشية ومجموعة من الأجانب المقيمين في مصر .. ولكنه بالرغم من ذلك اقتحم تاريخنا الوطنى والفنى كبداية للصحافة والمسرح القومى .. وتلك من سخرية الاقدار .. تعمدت ان أتحدث عن هؤلاء الأدباء .. حتى اجدد كتابة تاريخهم .. لتعرفهم هذه الأجيال .. وتقف على عظمة هؤلاء الذين مازالت اعمالهم تعيش فى وجداننا .. فإنهم قوة مصر الناعمة .. الذين وهبهم الحق سبحانه نعمة إبداع العقل البشرى .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية